معاناة خلف الجدران.. نساء في مراكز اللجوء الألمانية يصرخن من أجل الكرامة

معاناة خلف الجدران.. نساء في مراكز اللجوء الألمانية يصرخن من أجل الكرامة
مركز إيواء المهاجرين

رفعت مجموعة من النساء في مركز إيواء اللاجئين بمدينة باد زاكسا جنوب ألمانيا صوتها محذرة من ظروف تقول إنها أقرب إلى حياة السجن منها إلى مكان يفترض أن يوفر الحماية، وذكرت النساء أنهن يتعرضن لتفتيشات ليلية مفاجئة، وقيود قاسية على الحركة، وتعامل عنصري يمس كرامتهن ويزرع الخوف في نفوسهن ونفوس أطفالهن.

جاءت شهاداتهن في رسالة مفتوحة نشرتها منصة "مهاجر نيوز"، الثلاثاء، تطالب فيها المقيمات بمراجعة الإجراءات وتحسين ظروف العيش داخل المركز.

المبنى الذي كان مصحة علاجية في الماضي تحول قبل عامين إلى مركز إيواء طارئ للمهاجرين وطالبي اللجوء تديره هيئة استقبال الولاية، ويعيش فيه اليوم ما يقرب من مئتي شخص قدموا من ست دول مختلفة، بينهم عشرات الأطفال الذين يفترض أن يجدوا في المكان بداية جديدة آمنة، إلا أن ما ترويه النساء يعكس واقعاً مختلفاً تماماً.

وتشكو المقيمات من تدخلات أمنية تمس خصوصيتهن بشكل كبير، فقد تحدثن عن دخول عناصر الشرطة غرفهن في منتصف الليل دون تمهيد أو انتظار، حتى في لحظات تبديل الملابس، وتشير النساء إلى أن الشرطة تفتش كل الغرف عندما تبحث عن شخص مطلوب للترحيل، وهو ما يترك أثراً نفسياً مرهقاً في الجميع.

قيود في الطابق النسائي

أوضحت النساء أن الوضع يزداد قسوة في الطابق الثالث المخصص لهن، فعمليات الإيقاظ المتأخرة أصبحت عادة يومية تحد من راحتهن ونومهن، ويقال إن رجال الأمن يطرقون الأبواب بقوة، وإن التأخر في فتح الباب قد يؤدي إلى اقتحام الغرفة مهما كانت حالة ساكناتها. ولا يسمح للنساء بزيارة بعضهن بعد ساعة معينة، كما تسجل أي امرأة خارجة من غرفتها باعتبارها غائبة.

وتتحدث النساء أيضاً عن سوء جودة الطعام المقدم لهن، وعن منع الاحتفاظ بأي بقايا لتناولها لاحقاً، ما يجبرهن على رمي ما تبقى في القمامة، في حين يتأكد الأمن من ذلك. هذا الواقع كما تصفه المقيمات يضيف عبئاً يومياً جديداً إلى حياتهن داخل المركز الألماني.

تقول الأمهات إن أطفالهن يواجهون تضييقاً كبيراً، إذ يمنعون من اللعب في مساحات معينة، ويتعرض بعضهم للصراخ من قبل بعض أفراد الأمن، وتشير شهادات إلى وجود سلوكيات عنصرية تجاه اللاجئين السود، ما يزيد الإحساس بعدم الأمان بين الفئات الأكثر هشاشة.

موقف السلطات

من جانبها، أكدت هيئة استقبال الولاية أن الإجراءات المتخذة تتماشى مع القوانين الألمانية، موضحة أن دخول الغرف يتم عند الضرورة وأن جولات التحقق الليلية تهدف إلى السلامة ومنع المخاطر، وقالت إن عمليات التفتيش في جناح النساء ترافقها موظفات فقط، وإن التنقل داخل المبنى غير مقيد كما تفيد الرسالة. 

وبشأن الطعام، أكدت الهيئة مراعاة الاحتياجات الصحية وتوفير وجبات خاصة للفئات التي تحتاج رعاية إضافية، كما أشارت إلى أن منع الأطفال من اللعب في الممرات يعود لاعتبارات تتعلق بالسلامة.

ولم تمر الشكاوى بصمت، إذ دعا ناشطون ومنظمات داعمة للاجئين في مدينة غوتينغن الألمانية إلى تنظيم تظاهرة احتجاجية في باد زاكسا، تعبيراً عن رفض ما وصفوه بالظروف غير الإنسانية داخل مركز الإيواء، وتضامناً مع النساء اللواتي رفعن أصواتهن للمطالبة بحد أدنى من الكرامة والأمان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية